علاقة المصطفى بربه (16) وأخيرا….. وليس آخرا!!

وأخيرا….. وليس آخرا!!

د: أكرم كساب

 

وبعد هذا التطواف أيها القارئ الحبيب مع النبي صلى الله عليه وسلم في علاقته بربه؛ فهذا ليس كل شيء في هذه العلاقة، وإنما هو غيض من فيض، وقطرة من بحر، وقليل من كثير، وإن السيرة النبوية لمليئة بما يميز هذه العلاقة الراقية، التي تصور حياة محمد صلى الله عليه وسلم فتجعل منه العابد الأول، الذي ما أحب أحد ربه مثله، ولا أحب ربه أحدا مثله، فهو حبيب الحق بلا منازع، وخير الخلق بلا ريب…

لكن هذا الحب الدافق أثمر عبادة راقية قوّت هذا الحب وزادت منه، ولم تكن هذه العبادة لتنقطع طرفة عين؛ بل كانت عبادة مستمرة متوازنة، لم يهمل النبي صلى الله عليه وسلم بسببها حق واحد من الخلق.

ولم تُحدث هذه العبادة على شمولها واستمرارها مللا أو كللا؛ بل كانت منشأ السعادة، وسبب الراحة، وعامل الطمأنينة.

وقد حرص صاحبها أن يهدي الخلق إلى ما هدي إليه، ليتذوقوا ما ذاق، ويقطفوا من الجني الذي جنى، والثمر الذي قطف، والشهد الذي طعم، لذا حرص كل الحرص على دلالة الخلق إلى خالقهم، ليكون شاكرا لأنعمه وما اجتباه، وهو على يقين من كل ما وعده به ربه سبحانه….

وأخيرا: فأرى أننا بحاجة إلى قراءة هذه العلاقة بروح المحب… ليتولد لدينا ارتباط حقيقي بهذه الشخصية العظيمة فنجعل منها قدوة حقيقة تقودنا لخير الدنيا والآخرة…

وفي الختام أسأل الله تعالى أن يبارك هذا العمل، وأن يكتب له القبول، وأن يحعله خالصا لوجهه الكريم، وأن يبارك في كاتبه… وناشره… وقارئه… والحمد لله أولا وآخرا.. و(لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (القصص:70).

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*
*