هل يجوز تأخير الأذان عن وقته عند القيام بمحاضرة؟

  1. السؤال: السلام عليكم ورحمة الله، وحياك الله فضيلة الشيخ، دخلت المسجد وكانت هناك محاضرة، وأثناء المحاضرة حضر وقت الأذان للعشاء، واختلف الناس هل تقطع المحاضرة لرفع الأذان أم يؤذن للصلاة بعدها؟ أيهما أفضل؟ وهل يجوز تأخير الصلاة أم لا؟ أفتونا مأجورين؟

ملخص الفتوى:

الأذان فرض كفاية، ولا حرج في تأخير الأذان مع حضور وقته، وقد اختلف الفقهاء في كون الأذان لدخول الوقت أم للصلاة؟ وإذا كان الأمر كذلك فلا مانع من تأخير الأذان قليلا، -وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم- ما دامت الصلاة ستؤخر، وإن أذن المؤذن فهو خير، وهو ما واظب النبي على فعله دائما. وأما تأخير صلاة العشاء فلا مانع؛ بل كلما تأخر الناس بها فهو خير، وإذا كان الأفضل التأخير -لا شك مع وجود الجماعة- لكن تراعى أحوال الناس، فإن زاد التأخير أو شقّ على الحاضرين فالتقديم أولى.

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين؛

أما بعد؛

فزادكم الله حرصا وتوفيقا، وما حدث في مسجدكم يحدث في كثير من المساجد، ومعلوم أن الأذان فرض كفاية، ولا حرج في تأخير الأذان مع حضور وقته، وقد فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وكان ذلك في صلاة الظهر، روى الشيخان عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَرَادَ المُؤَذِّنُ أَنْ يُؤَذِّنَ، فَقَالَ لَهُ: «أَبْرِدْ»، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُؤَذِّنَ، فَقَالَ لَهُ: «أَبْرِدْ»، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُؤَذِّنَ، فَقَالَ لَهُ: «أَبْرِدْ» حَتَّى سَاوَى الظِّلُّ التُّلُولَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ».

والسؤال هنا: هل الأذان لدخول الوقت أم للصلاة؟ وهذا خلاف بين الفقهاء، ذكره ابن حجر فقال: الأذان هل هو للوقت أو للصلاة؟ وفيه خلاف مشهور، والأمر المذكور يقوي القول بأنه للصلاة… (فتح الباري لابن حجر (2/ 20).

وإذا كان الأمر كذلك فلا مانع من تأخير الأذان -وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم- ما دامت الصلاة ستؤخر، وإن أذن المؤذن فهو خير، وهو ما واظب النبي على فعله دائما.

وأما تأخير صلاة العشاء فلا مانع؛ بل كلما تأخر الناس بها فهو خير، وقد روى مسلم عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَعْتَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى ذَهَبَ عَامَّةُ اللَّيْلِ، وَحَتَّى نَامَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى، فَقَالَ: «إِنَّهُ لَوَقْتُهَا لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي»، قال النووي: معناه إنه لوقتها المختار أو الأفضل… (شرح النووي على مسلم (5/ 138).

وإذا كان الأفضل التأخير -لا شك مع وجود الجماعة- لكن تراعى أحوال الناس، قال القسطلاني: وفيه إشارة إلى أن تأخير الصلاة للجماعة أفضل من صلاتها أوّل الوقت منفردًا؛ بل فيه أخصّ من ذلك وهو أن التأخير لانتظار من تكثر بهم الجماعة أفضل؛ نعم إذا فحش التأخير وشقّ على الحاضرين فالتقديم أولى… (إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (1/ 502)

هذا؛ والله تعالى أعلم

الفقير إلى عفو ربه

أكرم كساب

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*
*