أيهما أفضل في الجمع التقديم أم التأخير؟
- السؤال: فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله، في حال سفرنا، وإذا أخذنا بالرخصة؛ فأيهما أفضل أن نجمع جمع تقديم أم جمع تأخير؟ نرجو الإجابة مع خالص الشكر….
ملخص الفتوى:
الذي أراه أن الأفضل هو الأرفق بالمصلي، فمن وجد الرفق في جمع التقديم قدّم، ومن وجد الرفق في جمع التأخير آخر، وإن تساوى الأمران فيكون التأخير أولى من التقديم، وذلك لأن التأخير فيه صلاة فرض بعد دخول وقته، وأما التقديم ففيه صلاة فرض قبل دخول وقته؛ وإن كان ذلك جائز بنص الشرع.
الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين؛
أما بعد؛؛؛
فمعلوم أن الجمع بين الصلوات مما جاءت به الشريعة الغراء، وعلى هذا جمهور الفقهاء، (المالكية والشافعية والحنابلة)… (الموسوعة الفقهية الكويتية (15/ 284). واستدل هؤلاء بأدلة منها: قوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ} [النساء: 101]، وما رواه البخاري ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ أَخَّرَ المَغْرِبَ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا.
وللمسلم أن يأتي بهذه الرخصة ما توفرت شروطها.
الأفضل هو الأرفق:
والذي أراه أن الأفضل هو الأرفق بالمصلي، فمن وجد الرفق في جمع التقديم قدّم، ومن وجد الرفق في جمع التأخير آخر، والله تعالى يقول: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، وقال سبحانه: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]. وفي المسند:”إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ ” (رواه أحمد (24855) وقال محققو المسند: حديث قوي، وهذا سند حسن).
وإن تساوى الأمران فيكون التأخير أولى من التقديم، وذلك لأن التأخير فيه صلاة فرض بعد دخول وقته، وأما التقديم ففيه صلاة فرض قبل دخول وقته؛ وإن كان ذلك جائز بنص الشرع.
هذا؛ واالله تعالى أعلم.
الفقير إلى عفو ربه
أكرم كساب
