هل يشترط الترتيب بين الصلوات في جمع التأخير
- السؤال: هل يشترط الترتيب بين الصلوات في جمع التأخير كما يشترط في جمع التقديم؟
ملخص الفتوى:
اختلف الفقهاء في الترتيب في جمع التأخير، وقد اشترط المالكية والحنابلة الترتيب، والصحيح عند الشافعية أن الترتيب سنة، والراجح والأولى هو الصلاة مرتبة المغرب قبل العشاء.
الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين؛
أما بعد؛؛؛
تقدم أن الجمع بين الصلوات مما جاءت به الشريعة الغراء، وعلى هذا جمهور الفقهاء، (المالكية والشافعية والحنابلة)… (الموسوعة الفقهية الكويتية (15/ 284). وقد روى البخاري ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ أَخَّرَ المَغْرِبَ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا.
اختلاف الفقهاء في الترتيب في جمع التأخير:
أما جمع التأخير ففيه خلاف بين الفقهاء، وقد اشترط المالكية والحنابلة الترتيب، وهو قول عند الشافعية، قال القرافي من المالكية: وهي ثلاثة الشرط الأول في الجواهر تقدم الأولى منهما… (الذخيرة للقرافي (2/ 376)، وقال البهوتي من الحنابلة: (وتقديمها) أي الأولى (على الثانية في الجمعين) أي جمع التقديم والتأخير، فلا يختص هذا الشرط بجمع التقديم (فالترتيب بينهما) أي المجموعتين (كالترتيب في الفوائت يسقط بالنسيان) لأن إحداهما هنا تبع لاستقرارهما كالفوائت… (كشاف القناع عن متن الإقناع (2/ 8)، وقال الجويني من الشافعية: فأمّا إذا قلنا: لا بد من رعاية الترتيب والموالاة، فليُصلّ الظهرَ أوّلاً، ثم العصر، فلو صلى العصر أوّلاً، صحت منه صلاة العصر بلا شك؛ فإنها صلاة مقامة في وقتها، ولكن بطلت رخصة الجمع، فإذا أراد أن يصلي الظهر، فهي صلاة مقضية فائتة، مقامة في غير وقتها…. (نهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 471).
والشافعية على هذا القول يرون أنه إن صلى الثانية قبل الأولى كانت نافلة، قال الرملي: فلو صلى العصر قبل الظهر لم تصح وله إعادتها بعد الظهر إن أراد الجمع، وكذا لو صلى العشاء قبل المغرب (فلو صلاهما) مبتدئا بالأولى (فبان فسادها) لفوات ركن أو شرط (فسدت الثانية) أيضا: أي لم تقع عن فرضه لفوات الشرط من البداءة بالأولى، وتقع نفلا كما نقله في الكفاية عن البحر قياسا على ما لو أحرم بالفرض قبل وقته جاهلا بالحال… (نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج (2/ 275).
والصحيح عند الشافعية أن الترتيب سنة، وهذا يعني أنه يجوز الجمع تأخيرا بغير ترتيب، قال النووي: فلو جمع في وقت الثانية لم يشترط الترتيب… (روضة الطالبين وعمدة المفتين (1/ 397).
الراجح:
والراجح والأولى هو الصلاة مرتبة، فيكون المغرب قبل العشاء، وما قيل من أدلة في جمع التقديم يصلح هنا، وباختصار:
- هكذا جمع النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روى البخاري:” وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي”.
- لأن الصلاة الأولى هي الأصل والوقت وقتها والثانية تبع لها.
- أن المشروع في الصلوات هو الترتيب فلا يخرج عن الترتيب إلا بدليل.
هذا؛ واالله تعالى أعلم.
الفقير إلى عفو ربه
أكرم كساب
