الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه الطيبيبن الطاهرين،،، أما بعد،،،
ففي خطاب (الموكوس) صاحب الانقلاب السيسي، والذي ألقاه في حضور عمم أزهرية لم تحترم عمامتها، أعلن الظالم لنفسه وأهله (السيسي) عن أنه (وشعبه) بحاجة إلى ثورة دينية، ثورة على التراث، وأنه لا بد أن يخرج الناس من هذا التراث المقدس حتى يستطيعوا النظر إليه.
لم يكذب الرويبضة هذا الخبر، فطاروا به فرحا، وأقاموا حوله (موالد) في (دكاكينهم) الفضائية، وجمعوا على موائدها كل ناقم للشرع، حاقد على الدين، وبدون تكتم أو تحفظ ألقت (ثعابين) الإعلام، و(خفافيش) الظلام، و(عيال) عباس و(غلمان) )ساويرس( سمومهم على الشرع والدين والعلماء والفقهاء والعظماء والشريعة والخلافة؛ كل ذلك تحت مسمى حرية الرأي ودعوى تجديد الدين.
والمتابع لتفاهات رويبضة الإعلام سيرى أنها سوآت خلقية وحماقات فكرية وسرقات لشذاذ الفكر من الشيعة والمعتزلة والخوارج والمستشرقين، وليس لواحد منهم فكرة واحدة نبتت عن تعمق أو فكر، بل هو سارق من ناقل عن مدلس عن كاذب عن مارق… وهكذا حتى ينتهي به السند إلى شيعي إخباري تالف محترق متروك كأبي مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف، أو يصل به مستشرق لئيم خبيث كـ (جولد زيهر) الذي قال عنه الغزالي رحمه الله في مقدمة كتابه (دفاع عن العقيدة والشريعة): هذا رجل أراد السفر إلى الإسكندرية من القاهرة، فيمم وجهه شطر خط الاستواء، وسار لا يلوى على شىء.!!
إن أفظع ما في الأمر أن شيخ الأزهر ما زال حتى هذا اللحظة أقل حركة وأكثر بطأ منه حين يُمسّ كرسي المشيخة، ورحم الله موقفه من دستور 2012م، والذي سعى فيه سعيا حثيثا ليظل في كرسي المشيخة دورة أو أكثر، وإلا ترك ممثل لجنة المئة وهرب..
إن هذا السكوت المدوي جعل أقلاما مأجورة وقنوات لا تقوم إلا على أخبار وبرامج العري والفجور والجنس تسضيف (شذاذ) الفكر و (نكرات) البشر لينالوا من كل المقدسات والثوابت؛ نعم كل المقدسات والثوابت، فلم ينج منهم الصحابة، ليس أبو هريرة ومعاوية وعمرو فحسب؛ لا. بل سال لعابهم النجس حتى طال عليا وعثمان وعمر ولم يسلم منهم حتى أبو بكر.
بل بلغ السفه مداه، ووصل الحمق منتهاه حتى نالوا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وما النيل من السنة إلا نيل من الرسول الأكرم، وقد سبق ذل النيل من عرضه ونسائه عليهن رضوان الله.
وإذا توهم البعض أن القرآن قد سلم من هؤلاء أو النبي صلى الله عليه وسلم فليراجع تصريحات أحمد ماهر وهو يلقب بالمستشار، وقد قال: (اللي عايز يقلد النبي يروح جبلاية القرود)، أو تصريحات صاحب الدكتوراه المسروقة (سيد القمني) والقائل بالصوت والصورة: في القرآن آيات لا تصلح لكل زمان ومكان…. وأن صاحب الكرة الأرضية (فرعون) أدخل موسى قصره ليناقشه فقلبه إلى سرك وحيات وثعابين…
أليس هذا كله استهزأ بالإسلام وثوابته، وبالقرآن وشريعته، وبالرسول وسنته، وبالصحابة ومكانتهم؟؟
إن السماع إلى هؤلاء جميعا يحتاج منك أخي القارئ عند الانتهاء من سماعك لهم –وإن كنت لا أبيح ولا أحبز وربما لا أجيز للبعض أن يسمع- أن تقول ما تقوله عند فراغك من قضاء حاجتك:”غفرانك… غفرانك”.
والسؤال هنا ماذا يريد هؤلاء:
والجواب: أن هؤلاء جبناء لا يستطيعون كشف نواياهم القمئة، ولا عقائدهم العفنة، لكنهم يتسللون إلى ما يريدون خطوة خطوة، فإذا صمت الأزهر بعمائمه، وأعطاهم المجرم الأكبر ضوءا أخضر ازداوا صفاقة وتياسة.
ولهذا فهم لا يستطيعون رفض الإسلام، وإنما يعلنون عن إسلام جديد هم يريدونه..
إنهم لا يريدون إسلام القرآن والسنة، وإنما يريدون إسلام الرأي والهوى.
لا يريدون إسلاما يقدس النص ويقدر العقل، وإنما يريدون إسلاما يقدس العقل ولا يحترم النص والنقل.
لا يريدون إسلاما مجاهدا مناضلا ثوريا، وإنما يريدون إسلاما وديعا خانعا مستأنسا.
لا يريدون إسلاما يقاوم المحتل ويرد المغتصب، وإنما يريدون إسلاما يصفق للمحتل ويرحب بالمستعمر.
لا يريدون إسلاما يزأر إن ظلم أهله، وإنما يريدون إسلاما يصمت على سلب الديار وهتك الأعراض.
لا يريدون إسلاما يقول للظالم لا تظلم، وإنما يريدون إسلاما يرضى من الحاكم ضرب الظهر وأخذ المال.
لا يريدون إسلام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وإنما يريدون إسلام أبي حمالات وناعوت وبحيري والقمني.
لا يريدون إسلام عمر ولا صلاح وطارق بن زياد، وإنما يريدون إسلام (عمر وسلمى) و (طارق نور) (ودان شحاته).
لا يريدون إسلام أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، وإنما يريدون إسلاما يصمت لمن فسق ونافق، ويكرم من رقص وعربد، ويعلي من كفر ألحد.
لا يريدون إسلاما يتحدث عن بدر وأحد واليرموك والقادسية وحطين وعين جالوت، وإنما يريدون إسلام شارع الهرم وشارع (السنيمات عماد الدين) ومدينة الإنتاج.
وهؤلاء جميعا ما هم إلا كما قال القائل:
كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
وصدق الله إذ يقول: { يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}(التوبة: 32).
لقد مات الكذابون الوضاعون، وهلك المستشرقون الأفاكون، وهلك كذلك فرج فودة وفؤاد زكريا وسيرحل كل هؤلاء الرويبضة، وسيبقى دين الله تعالى مهما حاول السيسي وذئاب إعلامه، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
د: أكرم كساب