الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، أما بعد،،
فقد جاء في الصحيحين عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ المَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ، أَوْ قَالَ أَخْوَالِهِ مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَنَّهُ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا…. ، والعلماء على أن تجويلها كان في النصف من شعبان في العام الثاني من الهجرة، أما الحكمة من ذلك فينبغي علينا أن ندرك أن الأوامر الإلهية الأصل فيها التنفيذ علمت الحكمة من ذلك أم لم تعلم، وقد اجتهد العلماء في ذكر بعض الحكم ومنها أهمها:
- اختبار المسلمين في التزام أمر الله في التوجه إلى بيت المقدس ثم إلى الكعبة حيث كان من الصعب أن يكون للعرب بيت غير الكعبة التى بناها أبوهم إبراهيم عليه السلام، قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ } [البقرة: 143].
- أن التعبد إنما يكون لله وليس لمكان مهما كان شرفه، ولهذا قال سبحانه: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } [البقرة: 115].
- ضرورة تميز هذه الأمة عن غيرها، فإن كان للناس قبلة فلها قبلة تميزها عن غيرها، ويتحقق فيه صفة الوسطية، قال تعالى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]..
- لما كان الحج هو الركن الخامس، وكان القصد إليه فشاء الله أن تكون القبلة في النهاية لهذا البيت المعظم.
د: أكرم كساب